استيقظت صباحاً ذلك اليوم ، بلا مأوى ولم اعر اهتماماً للأمر فقد حملت حقيبتي و القتُ المترو من محطة saint-lazare الى نزل اخر كنت قد قرأت عنه انه جيد ، وضعت حقيبتي هناك ، ثم توجهت جنوباً نحو حدائق لكسمبرج . مشيت بين الطرقات و كانني قد زرت هذا المكان سابقاً ، وما كان ليمزني احد الا من بشرتي الداكنه و ملامحي العربية و حقيبة الكاميرا التي كانها وسم لسائحين ! ذلفت الى الحديقة و لكبر مساحتها تبعت اثر السياح الاسبان الذي تميزهم بلغتهم المميزه . و حبهم للسفر العائلي فلم اشاهد اسباني لوحده او مع مجموعة اصدقاء! فكل من رأيتهم كانوا عائلات . وهذا استنتاجي الشخصي ولا ادعهم ببحث علمي .
بعد ان تجولت في جنباتها باحثاً عن الجمال في كل شيء ، الالوان ، الاخضر بجميع درجاته . الاصفر ، الاحمر ، كُنت اجرد المنظر من لونه لارى اثر التاريخ في تفاصيلة لاستشعر الاعوام التي قضاها هنا ثابتاً في مكانه في حين اكل الدهر و شرب على من شيدوه ومن حاربوا يوماً لاجله و دونهم التاريخ او لم يودنهم و من تبعهم وتبعهم لمئات السنوات ! الى ان وقفت انا صغير امام هذا التاريخ الكبير ، لالتقط صوره و امضي دون ان افعل شيء يذكر .
في نهاية ذلك اليوم صحيت على صوت حارس الحديقة و هو يطلب مني ان انهض فالنوم هنا ممنوع . لا اعلم كيف غفيت ولكن اتذكر انها كانت على صوت العصافير الذي لم اتخيل في مره انه حقيقي هذا الشعور، ان تنام على صوت الطيور تحت ظل شجره! اخدت بعدها نفسي بعد ان استرحت طويلاً و ركبت المترو متجهاً الى نزلي الجديد عند محطة الانفاق courcelles
اترك تعليقًا