التجرد
كثير ما اكتب في معرفي في تويتر عن ” التجرد ”
مفهوم أدركته بعقلي بعد أن استوطن بي مدة طويلة دون ان ابدي أي ردة فعل تجاهه. و لكن الان بدأت اعمل جدياً على تنفيذ هذه المشاعر بأفعال حقيقية.
في البداية و لأنه يخيم علي عقلية طالب العلم الرتب، فدعوني اعرف التجرد من وجهة نظري وكما أراه.
هو ان تتلاشى علاقتك وتمسك بالأشياء من حولك الى ان تستطيع ان تتخلى عن كل شيء وتلك أسمى واعلى منازل التجرد في نظري وهي صعبة المنال .
و التي ادعوا اليها و اناصرها هي قدرتك على التحكم في مشاعرك بأن تستطيع العيش منفرداً دون ان يؤثر على قراراتك شيء.
ان تتنازل عن ساعتك التي تربطك بها علاقة جميلة ، ان تتنازل عن هاتفك الذكي الذي يربطك بالعالم الافتراضي، العالم الذي اخذنا اكثر مما أخذنا العالم الحقيقي،
ان لا تودع هاتفك في الخزانة، بل ترميه بعيداً في البحر حيث لا عوده ، حتى تلك الملابس التي تملى خزانتك ، تخلص منها . لما كل هذه الخِرق التي تزين المظهر اكثر من اللازم التي تستغرق وقتاً طويلا في شرائها ووقتاً في غسيلها و ترتيبها و ايضاً في اختيار لبس لكل يوم ! الكثير من الوقت يضيع من أجلها، لم تخلق لكي تهتم بأمرها !!
عندما تتخلص من كل هذه الترهات التي لا تقدم ولا تؤخر ، ستدرك معنى مختلفاً للحياة ، معنى أكثر جمالاً ، حينها تقودك فطرتك ، لا افعالاً زائفه تقوم بها لأجل الناس لأجل إرضاء من تعتقد ان ارضاءهم مهم!
سوف تحرر عقلك من بعص المعوقات التي نراها اساسيات ، عندها سيتخلص عقلك من الباقي ، ستدرك ان مفهوم الزواج يتغير في نظرك و انه لم يعد امراً ضرورياً وحاجة ملحة في وقتاً محدد! وان الوظيفة ايضاً ليست بذلك الأمر عظيم المنال ، يكفي ان تعيش فترة ما حراً سعيداً بالقليل من المال .
ستتغير الكثير من الامور في حياتك تبعاً لتلك القرارات الصغيرة التي اتخذتها بتخلصك و تجردك ، من بعض المظاهر التي سرقت عقلك و عمرك ، سوف توقظ ريشتك الفنية التي اندثرت و حسك الموسيقي الذي سيجعلك تعزف على آلة البيانو ليل نهار دون أن تشعر بنغزات القلق من النظر في ساعتك ، سوف تعيش طويلاً و أكثر مما تعتقد ، كل تلك الهبات الإلهية ستعود اليك انت وحدك من يوقظها بعدما تتفرغ لنفسك الجميلة الطاهرة ، ستجد نفسك يوماً ما في مزرعة في أقاصي الأرض ترقص مع رفقة لم تكن تعرفهم يوم . سوف تتسلق جبالاً لم تحلم يوماً بالنظر اليها حتى عوضاً عن تسلقها ، سوف ترى الجنة التي منحها الله لنا في الأرض ، سوف تدرك معنى حديث نبينا الأعظم عن من حيزت له الدنيا بحذافيرها.
ستنعم بالبساطة والراحة عندما تستطيع أن تحمل كل أمتعتك في شنطة ظهر واحدة .
الى اللقاء .
اترك تعليقًا