انت المريض :
أتوقف لحظة قبل ان اجيب واتخيل لو ان اسمي من كان على غلاف ذلك الملف.
يقاطعني موظف الاستقبال: “انت سعيد؟”
ارد: “لا هذا ابوي.”
– تفضل استريح يا عم سعيد .
يجلسوني على كرسي مدولب ثم اُدفع!.. الكثير من الممرات ، الكثير من الأبواب تفتح ! صوت جرس المصعد.
انا اصرخ !! “انا مو المريض”!!!
يتجاهلون كل صرخاتي لا احد يسمعني.
أجلس في صالة الانتظار ساعات وانا اصرخ لست المريض! ولا أحد يسمع ،
يلتفت الذي بجانبي “الله يعين على المستشفيات”
يتحرك الكرسي ، انا في غرفة التحاليل ، وخزة الابرة بيدي ، تؤخذ العينات .. الكثير من الدماء و الالم !
انا اصرخ بحرقة ” انا مو المررريض”
بعدها أعود لغرفة الانتظار مرة أخرى ،، الساعة بطيئة لا تكاد تتحرك!
تمر ساعة تلو الأخرى .
ادخل على الطبيب : “نتائج تحاليلك مستقرة فيروس الكبد C غير نشط حالياً ووظائف الكبد و الكلى جيدة . قدامك العافية ياعم”
انا اواصل صرخاتي الى ان تقطعت الحبال الصوتية بلا جدوى!
اخرج ثم أسمعهم يهمسون مع مرافقي!!
يُصرخ في اذني : “المريض ابوك صح!!”
افيق من غفوتي .
يكمل الموظف بابتسامة” وش فيك ما تسمعني من اول اناديك ، خذ الوالد واطلعوا الدور الرابع قسم أمراض الكبد وقدامه العافية”
تمتمت ولم يسمعني جيداً ثم نظرت في والدي نظرة عميقة.
اجيب عليه : نعم ابوي صاحب الملف رقم 5057252 المودع في ارشيفكم منذ سنوات ، الذي يعج بالتحاليل و النتائج التي نراها جيدة فقط لأنها أفضل الخيارات السيئة.
في كل مرة أذهب للمستشفى واُسال هذا السؤال ” انت المريض ” و اُجيب ” لا ابوي ”
يراودني هذا السيناريو المتكرر . وأدرك مدى صبر صاحب ذلك الجسد النحيل .
في آخر مراجعة جلست في حديث مطول مع طبيبة يخبرني بمدى سوء حالته الصحية،
وحين عدت لأبي بعد أن كفكفت دموعي خارجاً سألني : ” وش يقول الدكتور يابوك”
قلت :”يقول لازم تاكل زين ”
اترك تعليقًا