يدخل المقهى و يشير بيده إلى النادل ، النادل يومي إلى مٌعد القهوة دقائق و قهوته التي يشربها من عدة سنوات تكون على نفس الطاولة التي اعتادها. لا شيء فيه يتغير حتى حلاقة ذقنه ، يجلس على كرسي الحلاق ثم يقوم دون ان ينظر للمرآة. يتباهى أمام زملائه الذين يعرفهم منذ زمن بعيد بأن أصحاب الأماكن التي يرتادها أصبحوا يعرفونه وأنه يحظى بمعاملة خاصة.
حتى طريقته في لعب ورق الكوتشينة لم تتغير! ، يرمي ملك الديناري ويحتفظ بالاكة. في كل مرة تركب معه سيخبرك بأن ماجد عبدالله أفضل من سامي الجابر ، وأن بنات اليوم غير عن بنات اول، وكل شيء تغير حتى طعم سيجارة المالبورو ، يتوقف عند كافتيريا لا تبعد كثيراً عن منزله وما أن يضع يده على “الهرن” حتى يخرج عامل الكافتيريا وقد جهز طلبه المعتاد . وبيدة ايضاً باقي الحساب!
يا الله ما كل هذه الرتابة المريبه،
يخرج صباحاً ذاهباً للعمل ويسلك نفس الطريق المعتاد ، لا يكترث بأمر الإشارة المرورية وطول الانتظار، ولا يلقي بالاً لأصوات منبه السيارات من حولة. ولا يُعكر صفوه البحث عن موقف لسيارته.الحياة في نظره بلون واحد رمادي ، حين يشتري الملابس لا يعبأ كثيراً بالتفاصيل فإذا ما أعجبه شيء اشترى العديد منها، جميع ثيابه بنفس التفصيل و الخامة.
ينام كالطفل لا يفكر قبل النوم، يسند رأسه وينام مباشر . في العمل يتبع الاجراءات الادارية التي علمه إياها مديره السابق ، كل شي بالورقه والقلم. لا شيء بالكمبيوتر.
لا يكره ولايحب ، تحاول استفزازه زوجته في كل مرة ولكن دون جدوى! لا يكترث بالطعام ان كان حلو او مالح، لا يلحظ لون شعرها انه اصبح اصفر، حتى تاريخ زواجهما ينساه في كل مرة. ليس لديه عطر مفضل ولا لون مميز ،، ممسوخ من كل شيء .
لا يعاني من الارق او الصداع او القولون ،، مسخ.
طب ماش احسن واريح بال
إعجابإعجاب