خيارات!

مرحبا أنا اسمي مشاري. ولكن بالمناسبة انا لم اختر هذا الاسم!

ولدت و عشت مع زوج وزوجة (ابي و امي ) و ٧ افراد اخرين “اخوان و اخوت” لكن ليس اختياري، والدي قرر ان يتزوج بأمي و اختاروا  ان ينجبوا مولوداً فرزقهم الله صبياً، واسماه اخي الاكبر “مشاري” تيمناً بصديقة. وكانت تربط بيننا علاقة تسمى “الاسرة”. أصدقاء الطفولة معظمهم ليسوا من اختياري ايضاً، كان احد افراد اسرتي يوجهني و يحذرني من البعض و يفرض علي البعض! إذاً فأصدقاء الطفولة ليسوا من اختياري ايضاً. درست وتعلمت اللغة العربية وباقي العلوم، وليست من اختياري هي الأخرى.

بعد سن العشرين اصبحت معظم اختياراتي انا من اقوم بها، فصححت مالم يعجبني. ولكن ماذا عن الاختيارات السابقة!! تلك التي لم يكن لنا يد في اختياراها، التي اثرت علينا بطريقة أو بأخرى، بشكل مباشر و غير مباشر، كل تلك الاختيارات و القرارت التي اتخذها عنا آباء و امهات و مجتمتع و قبيلة و دين. جميعهم كان ينحتون في صخرة الى ان تشكلت. ماذا عنا الآن! اريد ان اختار اسماً جديد و اصدقاء غير اؤلئك الذين وجدت نفسي بينهم فقط لانهم متفوقين دراسياً او انهم من عوائل معينة تعتبر مرموقة في نظر من اختارهم لي!، وان اتعلم الفرنسية و الروسية بدلاً من العربية، و ان احظى بأصدقاء من كل الجنسين و الجنسيات! غير ممكن صحيح!

ليس عندي ما اقولة سواء بعض التساؤلات التي تجعلني اتفكر كثيراً لهذا العالم ولهذا الكون، ولنا من حوله وليس العالم من حولنا. دائماً ما نقرأ ونتعلم تحت عنوان “العالم من حولنا”. ولكن ماذا عنا نحن حول العالم، هل نحن فعلاً نؤثر بالعالم ام هو من يؤثر فينا ويجعلنا نشعر اننا من نتصرف ونختار في هذا الكون وان الإنسان هو من يقوم بالافعال، هو من يقطع الشجر ومن يزرع الارض ومن يشيد المصانع. ويتعتقد ان كل شيء هو من يقوم به وانه الفاعل الاول والاخير وكل شيء حسب خططه المستقبلية المرسومة!

وان تلك الصواريخ التي نصنعها لغزو الفضاء هي من اختيارنا واننا فعلاً نعزم ان نغزوا و نرى الكون و المخلوقات الفضائية!.. ربما نحن من نجهز الارض لتلك المخلوقات وهم من يتحكمون فينا الى ان يحين الوقت المناسب التي تصبح الارض صالحه لهم ثم يأتون!! فجميعنا مدركين مخاطر الاحتباس الحراري و ثقب الاوزون وغيرها من المخاطر ومع ذلك لا نعمل لحماية انفسنا! ربما نهيء الارض لهم حقاً!

السنا من يجهز المكان المناسب للنحل لكي يشيد ممالكة الخاصة ونتركهم ينصبون ملكة على قومهم ونراهم يعملون ويكدحون لأجل البقاء! كل هذا ونحن ننظر لهم بعنايه وننتظر الوقت المناسب الذي تمتلى الخلية بالعسل ثم نأخذها وانتهى!

لا اجوبة لدي ولا اسئلة مجرد اعبث بعقلي وعقلك، الحياه في نظري مجرد إختيارات لا متناهيه. فأختيارك اليوم تراه غداً و تراه بعد عام،وبعد عشرة أعوام. بعض الإختيارات قد تكون بقلم الرصاص تُمحى ثم تُعطى فرصةً أخرى للإختيار، بعض الإختيارات قد يختصر عليك الكثير من العناء وهذا يذكرني بأنبوب لعبة ماريو الذي تدخله في أول المرحلة و تجد نفسك قد اجتزت كل العقبات ووصلت الى النهاية و ربحت!

بعضهم حقاً يخشى الاختيار ويريد من يقوم بتلك المهمة الصعبة عنه، اتذكر ردة فعل الطلاب تجاه اسئلة الإختيار من متعدد، البعض يرحب بها وبشده و الآخر لا يريدها بل يخشاها! لانه يعلم ان الخطأ محسوب، فحين يجيب بصح يأخذ علامة +1 و لكن حين يخطيء فأنه يخسر علامة -1 . عكس باقي الاسئلة التي ربما تكتب اجابة خاطئه ولكنك تنال جزء ولو قليل من العلامة ربما 0.25

هذي قصتي، ماذا عنك ايها القارئ،، هل تريد تغيير اسمك ام ماذا؟

الى اللقاء..

 

8 رأي حول “خيارات!

اضافة لك

  1. وكأن شريط حياتي يمر امامي وانا اقراء هذه المقاله ، متذكرة كل ما اختير لي او ما انا اخترته .

    Liked by 1 person

  2. انا لا اود تغير اسمي بقدر ما اريد تغير موقعي الجغرافي
    تفوتني الحياه بسببه
    لا اكترث للماضي فماحدث قد حدث ياصديقي ..
    ولكن وان استطعت اود تغير هويتي وموقعي وشكلي
    وابحث عن موقع وهويه وشكل يحميني بشكل قوي جدا لأستطيع ان اعالج ما خدش وجرح من هذه الروح هنا في هذا السجن

    – مغتربه سوريه

    إعجاب

  3. قد تسألت بما هو أكثر من هذه التساؤلات الا أني حقيقةً لا أرغب بتغيير ما حدث سابقًا بالرغم من عدم رضاي التام بها لكن لو لم تحدث لم أكن بمكاني هذا ، نعم أعلم كلامي متناقض ! هذا ما نحن عليه بشر متناقضين ما نراه اليوم جيد بالغد يصبح سيئ و العكس و هذا ليس بالأمر المشين فهذا ما نحن عليه ، دمت بخير أيها الكبير

    إعجاب

  4. اللهم لا اعتراض لكنني اريد تغيير كل شي مكاني واهلي وحتى جنسيتي واصلي وفصلي ويرجع الزمن بي قبل ست سنين لاصلح اشياء كثيره الاسم اقل اهميه من كل الاشياء التي اريد تغييرها
    تحياتي ياأفضل كاتب ” رأته عيني”

    “مها الشهري”

    Liked by 1 person

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: