يصحو صباحاً يفطر مثل فطورك، يركب سياره تشابه تلك التي معك، يصل مقر عمله على الوقت دائماً. لديه عائلة،لديه العديد من الاصدقاء الذين لا يلتقي بهم غالباً. الغريب فيه انه غريب بعض الشيء لأن ما يفعله لا يمثله كلياً، وانما هو يحقق ذلك الجزء الظاهر منه ربما هو مجرد جزء منه او ربما هو غطاء، انا لا اعلم وربما هو ايضاً!
في حساباته لديه معرفين بأسمين مختلفين احدهم يحمل صورته وابتسامة التي هي بطاقة دعوة للانضمام للمجتمع التقليدي الذي يعيش جزء من شخصيته وهويته معهم، و المعرف الآخر مختلف!!
يأوي الى فراشه لينام، بعد ان يفرش اسنانه. وحين يغمض عنيه، ويبدأ عقله بالعمل، فإنه ينهض من جديد ويفتح خزانة الملابس ليبدل لبسه ثم يخرج! ولكن الى اين؟ الى مكان مختلف مكان! مكان ينتمي له جزء من شخصيته التي تشاطره نفس الجسد، لا نعلم ماذا يعمل هناك ولكن نصفه النهاري لا يوافق على ما يفعله نصفه الليلي! يعود في وقت متأخر. ثم ينام ساعة قبل ان يرن المنبه ليوقضه للعمل!
حين يركب سيارته يشعر ان المحرك لا زال ساخن! ينزل ليتفقد السياره ثم يتذكر انه كان خارجاً مساءً ولكن برفقة شخصه الآخرى! ويشعر بارهاق في عضلات جسمه ليدرك انها كانت ليلة حافلة.!
شخصية معقدة بعض الشيء قد تراه في مؤتمر العلوم صباحاً وربما هو المتحدث!، وفي الليل يمشي خلسة في احد قصور المدينة يخشى ان يراه احد! لا نعلم ماذا يفعل هناك ولا انا ايضاً! ولكنه يعود لمنزله وقد حدث الكثير.
في عمله هو الأول دائما لا احد يتغلب عليه، بشرف غالباً وبدون شرف احياناً اخرى، فحدث انه ذات مرة اخترق جهاز مديره ليصل لبعض المعلومات. الجميع متفق على ذكاءه ولكن الكثير من علامات الاستفهام والتعجب تلاحقه؟! هناك شيء ما يحدث معه.
في شخصيته الاخرى يعيش يتنفس وينفس عما في داخلة. يعيش طبقتين مختلفتين ويستطيع بطريقة ما ان يتعايش معها. حين تتحدث معه يجيب بخلاف ما يفكر به، يخفي الكثير لانه يعلم الكثير. عُقدته الحب والعلاقات الغرامية لانها تتسلل للداخل، لنفسه التي يراها خاوية.
يرى اكثر مما يجب، يركض كثيراً بالواقع والحلم، تعدد شخصياته مرهقة نوعاً ما ولكنه يتعايش مع الواقع، فصيلته تعيش في المدن الكبيرة دائماً لانها بيئة مهيئة لأمثاله. حيث تلتقي بالكثير ممن يرونك غريب ولا يكترثون لأمرك بتاتاً.
هذه التدوينة كتبت مساءً .. الى اللقاء.
ترياق 
اترك تعليقًا