حسناً سأجيب على كل الاسئلة!
ولكن إن اجبت عنها هل سنتوقف هنا ويعيش كل فرد منا على سجيته وكما كُتبت الاقدار.
“اعلم أنني لستُ محور الكون، ولكني هنا اسقطت نفسي لتصل الفكرة”
حسناً، جوابي على لماذا امشي حين يركض الاخرون. انني افضل المشي و الاستمتاع بالحياه فقط.
و هل انا افضل ام هم؟ جوابي: جميعنا رائعون، وانت ياصديقي رائع واحبك، والعالم رائع، والجميع رائعون. ليس هناك ما يعكر صفوا هذه الحياه سوى تلك الرقع البيضاء. فما دمت بصحة جيدة فأنت بخير و رائع وانا أحبك.
لماذا اخترت هذا بدلاً من ذاك و متى تصبح كذا ولما لم تصبح كذا؟ لما سلكت هذا الطريق؟ لماذا تنام وحيداً؟ متى تفعل هذا وذاك ..؟
ارجوك ان توقف!
كل تلك الاسئلة و الاستفهامات بلا فائدة. فقط نؤذي بعضنا بعضاً بها. ماذا بعد ان نجيب عن جميع التساؤلات، هل سنتوقف عن طرحها ونعيش الحياه! ام ماذا؟
دعني اخبرك، عدم اجابتنا ليس لاننا لا نريد مشاركة الاجابة بل لاننا نجهلها حقاً، الاقدار تُسيرنا ونحن وقعنا في وهم الاختيار، لا خيار خارجاً منا بكامل ارادتتا، نحن نشارك في صنع خياراتنا فقط!
حقاً انا لا أعلم لما تركت الهندسة! ولا اعلم من الاساس لما اخترت الهندسة! وربما لو سمح لي بفرصة الاختيار مرةً أخرى لأخترت شيئاً آخر. ولا أعلم لما اتخدت ذلك القرار بالفرار! ولا اذكر من اين جائتني تلك الفكرة المجنونة. ولا اعلم لما انا افضل الايفون ولا الصحن الدائري على المستطيل، ولما التقط لنفسي سلفي من الاسفل! ولما اكتب المدونة حتى!!
المعلوم ان دفاتر مذكراتي مليئة منذ أن كنت طفلاً!
والمجهول هو هل هذا جيد او لا؟ لا اعلم.
هل ما افعله جيد او مجرد مضيعة للوقت وخسائر لكل تلك الاشجار التي قُطعت من اجل ان يكتب بها طفل! لا اعلم. نحن نعلم النتايج ولا نعلم الاسباب.
ما الذي اريد ان اصل له؟
دعونا نتوقف عن طرح الاسئلة، لان الحياه برمتها لغز! لغز كبير يحاول الانسان مُنذ الازل فكه، نحن كائنات حية عجيبة وغريبة، لا زلنا لم نكتشف اسرار اجسادنا اولاً ولا عالمنا الذي نعيشه به، بل اسسنا لانفسنا علم اسميناه “علم النفس و الاجتماع” ووظفنا افراد منا ليعملوا به ويخبرونا عن انفسنا. حقاً نحن كائنات صغيره ذكية. لذا ارجوك توقف عن طرح الاسئلة و عش الحياه، انت على حق وصواب مادمت مقتنع بذلك و انا كذلك، و باقي الناس حياتهم على الطريق الصحيح، والجميع في فلكه ولما خُلق له.
فبقدراتك المحدوده تهيئ لك الأرض وتُسخر لك الاقدار.
عش ياصديقي ولا تسأل عن الأسباب وكيف تجري الأقدار، ربما القدر هو اعظم سر احاول جاهداً ان اربط الاحداث لاكتشف شيئاً من خباياه ولكنني في كل مره افشل. فحين قلت ان اختلاط العروق هي فرصه كبيره لنشأة فرد نموذجي في ظروف غريبه تجعله فريد بين اقرانه، اكتشفت بعد فتره قصيره ان صديقي البسيط العادي هو احد نتاج هذا الخليط السحري الذي اعتقده انا. ولم يكن سوى شخص بسيط كأي فرد من افراد جيلنا.
صديقي،، كل تلك الاسئلة هي مجرد محاولات لتحديد موقعك على خارطة المجتمع، لكي تقيس مستواك و نفسك بين اقرانك و زملاء الدراسة و زملاء والعمل و غيرهم، وتلك المقارانات ان نظرت اليها بتمعن تجد انها غير منصفة غالباً، فالظروف التي وضعتوا فيها مختلفة لذا النتائج بالطبع مختلفة وجميعكم رائعون صدنقي.
الى اللقاء.
اترك تعليقًا