عن الأفكار المحرمة واللقاءات الممنوعة، عن كل ما تعتقد انه صحيح الى ان اكتشفت أنك الوحيد الذي ينافح عنه، عن كل تلك الخيبات والهفوات التي ضلت تلاحقك لعنتها طويلاً وكأن الزمن وجد عذراً ليدني سوطه على جسدك.
عن تحديقك طويلاً لكوب القهوة الذي اغرقه ذلك البدين بالسكر، عن ندمك حين التقيت بفتاة احلامك ولكنك لم تقبل يدها، عن خوفك من أمك وابيك غير المبرر، عن رهبتك من ان تواجه رب عملك، عن كل تلك الرسائل التي تخبئها وتقرأها قبل ان تنام، عن كل تلك العتمة التي تملى حياتك.
عن تلك السجادة التي تنظر اليها مخاطباً ذاتك وإلهك البعيد فوق سبع سماوات والقريب الذي يدنوا منك حين تلجأ اليه،عن تفكرك في علاقتك معه هل هي قائمة على المحبه او اللجوء اليه وقت الحاجه! عن خطاباتك له التي لم يطلع عليها أحد. عن كفرك بما يقولون عنه من ترهيب وتعتقد أنك مهما اذنبت انه هناك واقف ليغفر لك ما ان تقترب، او تنوي الاقتراب.
عن اكاذيبك المبتذلة لجميع الفتيات الذين التقيت بهن، وعما تبذله لكي توقع بهن في غرامك ثم تهرب! عن جمودك لحظه اللقاءات وحنينك لحظه الوداع، عن بكاءك كالطفل ليلاً دون ام تدنوا منك لترضعك وتنام.
ما كل هذا السواد الذي يحيط بك! ما كُل هذه العتمة؟ العيب منك، انت من ظل يلاحق الظلام في كل تلك الازقة المعتمه بحثاً عن ذاتك، عن كل ما هو موجود ولكن ليس ظاهر، تفتش في قبح النفوس وضحكات الحاقدين. لعنتك ليس في كونك غريب بل في كونك كثير التأمل لا تدع الامور تجري دون ان تعبث فيها، دون ان تفترض العديد من المؤثرات عليها، ما أن لو حدثت هل سوف تتغير النتيجة؟. حين ارى مقاتل شجاع مبتور الارجل لا انظر اليه كما تنظرون، اتفكر لو ان ذلك الرجل حظي بقدمين هل سوف يظل ذلك المقاتل في نظركم ام انه سوف يقل سيارته ويبتعد عن كل ذلك الزخم والغضب والدماء ويحظى بفتاة احلامه. ولكنه ربما وجد نفسة مبتور يحظى بمكانه اجتماعية اعلى من غيره، خير من معافى منسي! فرد كأي فرد في هذا المجتمع. لا يُردد اسمه ولا تُلتقط له الصور. بالمناسبة هذا ليس كلامي وحدي فلو تقرأ في علم النفس الاجتماعي ستجدني محقًا.
عني وعنك وعن كل شيء، عن افكارنا المعلبة، و كلماتنا المستهلكة،وضحكاتنا المبتذلة، عن استسلامنا لكل ماهو سائد ومعروف وكفرنا لكل ماهو جديد وغريب! عن مشاعرنا، مشاعرنا تلك المغتربة التي لا نراها داخل حدود مجتمعنا، وانما نهرب بها بعيدًا. لم ارح في حياتي القصيره ولا في كل تلك الحيوات التي بين دفات الكتب مجتمع متشابه حتى في المشاعر! نتعامل مع بعضنا ومع من نحب بنفس الطريقة! مستنسخين بالكامل بلا تميز ولا تمايز! نعبر عن حبنا بنفس الطريقة وعن كرهنا كذلك.
نهاية حديثي ياصديقي انا ادعوك ان تشن حملة على احلامك المؤجلة وحققها. الى اللقاء.
كلام كليم….فعلا لتسلم اناملك
إعجابLiked by 1 person