علاقة من نوع آخر ..

قضوا ليلتهم في أحد ردهات نيويورك ثم افترقوا .

ليس للابد! بل يلتقون ولكن ليس دائماً ، حبيبين ولكن حياتهم مبعثره ،لقاءهم يكون في أرقى مستوى ، فنادق فاخرة ، سفينة كروز ، أو بأِن يجد أحدهم يوماً في معطفه تذكرة دخول مسرح الأوبرا. بعد أن اشترى الآخر اربع تذاكر لكي يضمن أن لا يشاركهم المكان أحد. 

ربما لا يسعهم الوطن للقاء ولكن تسعهم مقاهي لندن ، وباريس . 

من الممكن ان لا  يكونا حبيبين ، ولكنهم وجدوا أنفسهم أكثر تطابقاً لبعض ، عقولهم معقدة لا يفهمون الحب والعلاقات كما يفهمها الناس ، يحللون كل شيء منطقياً ، معقدين . يؤمنون بالاستقلالية و يكفرون بالارتباط لهذا من المستحيل أن يجتمعان تحت سقف واحد اكثر من ليله!

قد يكون الظاهر انهم سعداء  ولكنهم عكس ذلك ، هم سعداء في حياتهم العملية وليس الاجتماعية ، فذكائهم الاجتماعي يجعلهم مع الصفوة دائما، وليس مع الذين وجدوا أنفسهم بالفطره بينهم ، العائلة ، أصدقاء الطفولة، و حتى حبيب المراهقة.

في ليلة شتوية كانا يتسكعان بالشارع ، وقعت أعينهم على عائلة تبدو سعيدة و بسيطة اب و ام سمينان وابنين يركضون جميعهم يضحكون على شيء تافه ، كان كل منهم يحدق بتلك العائلة دون ان ينطق اي منهم بكلمة للآخر .

ولكن في ضمائرهم كانوا متفقين على ان تلك العائله تبدو سعيده ولكن حياتهم لا تروق لنا. يتمنون لو كانت حياتهم بهذه البساطة ، ولكن طموحاتهم العالية فرضت عليهما أن يعملا كثيرا ان لا يرضى أحد منهما بالقليل ، أن يعيشوا الحياة التي تمنوها و يتحملوا عواقبها . ادركوا حقيقة واحدة أنهم ليسوا مختلفون فحسب بل غريبين ايضاً، اخذ معطفه و غطى به جسدها النحيل المتمايل ثم أسندت رأسها على كتفه و أكملوا المسير.

باتوا تلك الليلة سوياً يتأمل كلن منهما وجه الآخر الى ان نامت على ذراعه ، وكالعادة في الصباح يصحو أحدهم ولا يجد الآخر بجانبة!