كان في مكتب البريد جهاز تقطيع الورق، لاتلاف كل تلك الرسائل الغير مرغوب بها فور وصولها وقبل حتى قرائتها. وكان في مؤخرة الباخرة قارب لؤلئك الذين انسحبوا ويريدون العودة لليابسة. لكل طرق العودة التي رسمناها قبل دخولنا في متاهة جديدة، لكل محاولاتنا المتجددة النيل من نفسنا القديمة.
عن الهروب المستمر من رواسب الماضي التي قطعاً عهداً ان لا نعود لها. وعن خيبات الأمل لحظة العودة، والانكسار الذي نشعر به داخل ذواتنا. والنضج الذي يجعلك لا تلوم الاخرين، فقط تلقي باللوم على نفسك الى ان تصبح آفه تلتهم جسدك.
عن الفتور والبرود الذي تشعر به كل يوم ، لم يعد هناك ما يجدد الامل في يومك، لم تعد تجزع على شيء، فاللون الرمادي سيد الموقف. لا تأبه ان كان مذاق القهوه مختلف، تزود الجسم بحاجة من الطعام بلا متعة وشهيه مفتوحة، تتمنى لو كنت في حلم وفور استقاظك سيتغير كل شيء، في الحقيقة انه لا يوجد شي بعينه تود تغيره وزواله، ولكنك فاقد لشيء لا تدرك ماهو.
لم يعد هناك ما يستحق العناء ، ليس هناك ما نشكوه او نشتكي اليه، كل لياقات الحديث تفقدها، لا تحاول الدخول في علاقة ولا تسمح بالاقتراب اليك ، تعيش واقفاً في منطقة بين الظل والنور. تشعر انك فقدت مشاعرك في قصص قصيرة مبعثرة .و فقدت شعور الاثارة للبدايات الجديدة.
تحاول الهروب من واقعك٫ تستنجدي بالماره ليقللك احد الى اللامعلوم، لا تكترث الى اي النهايات المجهولة التي ياخذك الطريق اليها وبرفقة من تكون. تشعر انك تسكن في مكان لا تنتمي اليه وسط جمع لا يناسبك وجودهم او وجودك بينهم ان صح ذلك٫ تتمنى لو ان للمكان نافذه تستطع الهروب من خلالها.
ان اكون حراً هذا اختياري وهذا ما اقوم به واتحمل تبعات ذلك النمط من الحياه.
حراً من نفسي القديمة حراً من افكار لم اجهتد في تبنيها بل وجدتها بفعل تربية وترسبات مجتمعية٫لم اختار شيئاً منها٬ تحاول في كل مره ان تتحرر من عقدها الى ان تتلاشى في رقصة مبهره في جو عاصف كل شئ به ثابت وانت وحدك من يتحرك مغمض العينين تتلاقفك الضربات والصدمات الى ان يتوقف كل الشي عن الحراك وتظل وحدك ترقص.
ستهدى العاصفه وتشعر حينها بالسلام داخلك، لا تستسلم الآن لكل صراعاتك الداخلية فالوقت لا زال مبكراً وبإمكانك النجاة.
جداً رائعة اتمنى توصل لجمهور اكبر لأنك تستحق
إعجابإعجاب